-A +A
حامد عباس
** سأتجرد من كل ما أعرفه عن القضية الفلسطينية، سواء كانت معلومات، أو انطباعات، أو ذكريات، أو مشاهدات. فجيلي فتح عيونه على مأساة الفلسطينيين، عندما فقدوا أراضيهم، وعندما فرطوا في حلول طرحت على مدى نصف قرن، وعندما تصدر بعض زعمائهم قاعات الاستقبال في الفنادق الكبرى في عواصم العالم، بينما اكتفى الشعب بمخيمات اللاجئين البائسة ينتظرون ما سيحققه الزعماء من انتصارات..؟!
سأتجرد من كل هذا وغيره كثير، وأحاول قدر المستطاع أن أنظر بموضوعية لحالة الانقسام الموجودة على الساحة الفلسطينية: غزة يحكمها الحمساويون، والضفة الغربية تتبع السلطة الفلسطينية التي يعترف بها معظم دول العالم.
توصيف الحالة أن الانتخابات الأخيرة جاءت بحماس كأغلبية حق لها تأليف الوزارة، بينما جاء محمود عباس كرئيس للسلطة، إضافة إلى أنه رئيس منظمة التحرير التي من المفروض أنها تمثل الفصائل الفلسطينية وما أكثرها، وأشبهها ــ وهذا خروج مني على الحياد ــ بدكاكين المقاومة التي تتحرك أو تهمد حسب الثمن المدفوع..؟! إضافة إلى زعامته لحركة فتح التي خسرت الانتخابات لأخطاء متراكمة عبر سنين طوال.. ومن وجهة نظري ــ وهذا خروج ثان على الحياد ــ أن الفلسطينيين اختاروا حماس ليس لأنها الأفضل، ولكن عقابا لفتح..؟!
وهذه الحالة أوجدت تناقضا بين الرئاسة والحكومة المشكلة تحت مسمى الوحدة الوطنية، والتي لم تولد إلا بعد اتفاق مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. أضيف إلى ذلك أن المجتمع الدولي يرفض التعامل مع حكومة حماس لأنها لم تعترف بالاتفاقات التي نتيجتها الاعتراف بإسرائيل.. الخ.. فالمعلومات تقريبا كلها معروفة للغالبية من المتابعين، وفي مقدمتها الجرائم البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في هجومها على غزة..؟!
طوال هذه السنوات كانت جمهورية مصر العربية تحاول الإصلاح بين الحركتين فتح وحماس بدعم من المملكة، وطبعا كل المتابعين يعرفون الخلفيات والأسباب والمسببات التي تجهض كل محاولة لتوقيع اتفاقية المصالحة، وإنهاء الانقسام الذي أدى إلى زيادة تعقيد قضية السلام، وصعب من ولادة الدولة الفلسطينية المنتظرة، وزاد الأمر سوءا استلام الليكود بقيادة نتنياهو زمام إسرائيل..؟!
ولأن حماس ترفع راية الإسلام، ولأن كل الأطراف العربية والإقليمية تؤمن بالله، ومن المفروض أن تخضع لأحكامه، فما رأيهم في تطبيق حكم الله على الفئتين المتنازعتين في فلسطين..؟!
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات الآية (9): «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين» صدق الله العظيم.
هل تأتينا الجرأة فنفيء جميعا إلى أمر الله..؟!
* شكرا مضاعفا:
لا أملك أمام فيض المشاعر التي غمرني بها الأحباء، إلا الشكر والتقدير. فهم قد رفعوا معنوياتي وأكدوا بما فعلوه أن الدنيا لم تزل بخير.. فالشكر للجميع.
مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_abbss@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة